فى أول دراسة من نوعها حول طبيعة شخصية الأم وإقدامها على الرضاعة الطبيعية، أظهرت دراسة طبية بريطانية حديثة أن الأمهات الخجولات اللاتى يملن إلى الانطوائية هن الأمهات الأقل إقداما على الرضاعة الطبيعية ليتجهن إلى البدائل الصناعية كأفضل وسيلة لتغذية صغارهن، حيث حذرت الدراسة من أن خجل الأم من الرضاعة الطبيعية يعرض صحة رضيعها إلى الكثير من المخاطر الصحية لافتقاده الفوائد الجمة لما تحويه الرضاعة الطبيعية فى مقابل الرضاعة الصناعية التى تفتقر عددا من العناصر الطبيعية الهامة.
ووجد أن الانطوائية قد تدفع بالكثير من الأمهات إلى الإحجام عن تغذية أطفالهن طبيعيا ليتحولن إلى البدائل الصناعية التى تصبح أقل فائدة لصحة الرضيع.
وأوضح الباحثون البريطانيون أن الأمهات اللاتى يعانين من الضغوط والتوتر مصحوبا بنوبات اكتئاب هن الأكثر عرضة للابتعاد عن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، حيث يجدن فيها مشقة كبيرة فى الوقت الذى يشعرن فيه بعدم حصولهن على الدعم المعنى الذى يحتجنه.
وتؤكد الأبحاث على أن هذه النوعية من الأمهات بحاجة إلى أن يتم مد يد العون لهن وحصولهن على مساعدة إضافية لتعلم أهمية وفائدة الرضاعة الطبيعية التى تعد من أهم الأسلحة المساهمة فى وقاية أطفالهن من العديد من الأمراض فى مراحل لاحقة من حياتهم.
ويعتقد أن حليب الأم يعزز من مستوى ذكاء الطفل ويحميه من عدوى المعدة والتهابات الصدر والربو والحساسية بالإضافة إلى العديد من المزايا الصحية الأخرى التى تظهر فى مرحلة متقدمة من أعمارهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تكشف فيه الأبحاث عن أن عددا قليلا من البريطانيات يستمررن فى الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة حيث تراجعت أعداد الأمهات حديثا والمرضعات بدءا من عام 2011 لينخفض قليلا إلى 73.9% ليتمكن بالكاد 2% من حديثى الولادة التمتع بالرضاعة الطبيعية لفترة ستة أشهر متواصلة.
كان الدكتورة "إيمى براون" بجامعة "شوانسى" بمقاطعة "ويلز"البريطانية قد أجرت أبحاثها على أكثر من 602 أم وأطفالهن ليتم تتبعهن لأكثر من 12 شهرا حيث طلب منهن استيفاء استبيان حول عاداتهن الغذائية وحالاتهن المزاجية ومرات إرضاعهن لأطفالهن.
وأظهرت البيانات التى تم جمعها على مدار ثلاثة أشهر أن الأمهات اللاتى تمتعن بالإقبال على الحياة والاستقرار العاطفى كن أكثر احتمالا لمتاعب وأعباء الرضاعة الطبيعية واستمررن فيها لفترات طويلة بالمقارنة بالأمهات اللاتى عانين من عدم الاستقرار العاطفى والقلق ونوبات الاكتئاب وأكثر ميلا للانطواء والخجل حيث لم يواظبن على الرضاعة الطبيعية لأطفالهن لفترات طويلة.
وأضافت الدكتورة "براون" فى نتائج أبحاثها المنشورة فى دورية التمرين على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" أن الرسالة الهامة التى يجب توجيهها لكل أم هى أن الرضاعة الطبيعية تشكل تحديا حقيقا لهن يجب الفوز فيه والحرص عليه مهما تكبدن من مشاق، وشددت على أن الأمهات الانطوائيات بحاجة إلى مزيد من الدعم المعنوى والنفسى ليتمكن من التغلب على المشاق والمشكلات التى تعوق استمرارهن فى الرضاعة الطبيعية الدرع الواقية لأطفالهن ضد العديد من المخاطر الصحية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق